(إنى ليلقى على الشّعْر مكتهل ... من الشَّيَاطِين إِبْلِيس الأباليس)
وَكَانَت الشُّعَرَاء تزْعم أَن الشَّيَاطِين تلقى على أفواهها الشّعْر وتلقنها إِيَّاه وتعينها عَلَيْهِ وتدعى أَن لكل فَحل مِنْهُم شَيْطَانا يَقُول الشّعْر على لِسَانه فَمن كَانَ شَيْطَانه أَمْرَد كَانَ شعره أَجود
وَبلغ من تحقيقهم وتصديقهم بِهَذَا الشَّأْن أَن ذكرُوا لَهُم أَسمَاء فَقَالُوا إِن اسْم شَيْطَان الْأَعْشَى مسحل وَاسم شَيْطَان الفرزدق عَمْرو وَاسم شَيْطَان بشار شنقناق وفى مسحل يَقُول الْأَعْشَى
(وَمَا كنت ذَا قَول وَلَكِن حسبتنى ... إِذا مسحل يبرى لى القَوْل أنطق)
(خليلان فِيمَا بَيْننَا من مَوَدَّة ... شريكان جنى وإنس موفق) وَقَالَ يذكرهُ
(حبانى أخى الجنى نفسى فداؤه ... بأفيح جياش العشيات مرجم) وَقَالَ أَيْضا فِيهِ
(دَعَوْت خليلى مسحلا ودعوا لَهُ ... جهنام جدعا للهجين المذمم) وَقَالَ حسان بن ثَابت
(إِذا مَا ترعرع منا الْغُلَام ... فَلَيْسَ يُقَال لَهُ من هوه)
(إِذا لم يسد قبل شدّ الْإِزَار ... فَذَلِك فِينَا الذى لاهوه)
(ولى صَاحب من بنى الشيصبان ... فحينا أَقُول وحينا هوه)
شيصبان وشنقناق رئيسان عظيمان من الْجِنّ بزعمهم