على كرم فِيهِ بِحَيْثُ يضْرب بِهِ الْمثل فَيُقَال آكل من ابْن أَبى خَالِد وَأَنَّهُمْ من ابْن أَبى خَالِد

ويحكى أَنه ولى كورة جليلة لرجل بخوان فالوذج أهْدى إِلَيْهِ وَكَانَ يَقُول إِذا عوتب على قبُول مَا يهدى إِلَيْهِ من الْمَأْكُول مَا أصنع بِطَعَام يهديه إِلَى صديق لى الله أعلم أَنى أستحيى من رده عَلَيْهِ

وَلما عرف الْمَأْمُون شرهه وقبوله كل مَا يهدى إِلَيْهِ وإجابته كل من يَدعُوهُ أجْرى عَلَيْهِ كل يَوْم ألف دِرْهَم نزلا فَلم يُفَارق مَعَ ذَلِك شرهه وَفِيه يَقُول الْقَائِل

(شكرنا الْخَلِيفَة إجراءه ... على ابْن أَبى خَالِد نزله)

(فَكف أَذَاهُ عَن الْمُسلمين ... وصير فى بَيته أكله)

(وَقد كَانَ فى النَّاس شغل بِهِ ... فَأصْبح فى بَيته شغله)

وَكَانَ الْمَأْمُون ولى دِينَار بن عبد الله الْجَبَل ثمَّ صرفه ووافى الْمَدَائِن فَأَقَامَ بهَا حولا لم يُؤذن لَهُ فى دُخُول الحضرة للموجدة عَلَيْهِ ثمَّ إِن أَحْمد بن أَبى خَالِد كلم الْمَأْمُون فى أمره حَتَّى رضى عَنهُ وَأذن لَهُ فى دُخُوله بَغْدَاد وَقَالَ يَوْمًا لِأَحْمَد صر إِلَى دِينَار وَقل لَهُ فعلت كَذَا وَكَذَا وَوَافَقَهُ على مَا بقى عَلَيْهِ من المَال فَلَمَّا مضى أَحْمد إِلَيْهِ قَالَ الْمَأْمُون لياسر الْخَادِم اتبعهُ واسمع مَا يجرى بَينهمَا وعرفنيه فَلَمَّا سبق خبر مجىء أَحْمد إِلَى دِينَار قَالَ لقهرمانه أعدد طَعَاما كثيرا طيبا لما كَانَ يعرفهُ من نهم أَحْمد وشرهه ووافى أَحْمد فَبَدَأَ بمناظرة دِينَار فى أَمر المَال فاعترف بسبعة آلَاف ألف دِرْهَم وَوَافَقَهُ على أَن يحمل مِنْهَا كل أُسْبُوع ألف ألف دِرْهَم ثمَّ قطع دِينَار الْكَلَام ودعا بِالطَّعَامِ وساله عَمَّا يجب أَن يبْدَأ بِهِ فَطلب فراريج فَقدمت فَأكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015