وَمن قَائِل إِنَّهَا آخر بَيْضَة للدجاجة وَلَا بَيْضَة لَهَا بعْدهَا فَتضْرب مثلا للشىء لَا يكون بعده شىء من جنسه وَهَذَا أَسد الْأَقَاوِيل وأقربها من الصَّوَاب
ويحكى أَن رجلا أَخذ من بَين يدى بعض الْمُلُوك البخلاء بَيْضَة فَقَالَ خُذْهَا فَإِنَّهَا بَيْضَة الْعقر ثمَّ لم يَدعه بعد ذَلِك إِلَى مائدته
808 - (بَيْضَة البقيلة) تذكر فى عُيُون الْأَطْعِمَة وَلَا يستحسن الْمُبَادرَة إِلَيْهَا
وهجا الحمدونى طفيليا فَقَالَ
(ويبدرهم إِلَى بيض البقيله ... )
وَيُقَال ثَلَاثَة ينتهى الْحمق إِلَيْهَا وهى أَن يستظل الرجل بمظلته وَهُوَ فى الظل وَأَن يسابق إِلَى بَيْضَة البقلة وَأَن يحتجم فى غير دَاره
وَحكى الجاحظ عَن الحارثى أَنه قَالَ الْوحدَة خير من جليس السوء وجليس السوء خير من أكيل السوء وكل أكيل جليس وَلَيْسَ كل جليس أكيلا فَإِن كَانَ لَا بُد من المؤاكلة فَمَعَ من لَا يستأثر بالمخ وَلَا ينتهز بَيْضَة البقيلة وَلَا يلتهم كبد الدَّجَاجَة وَلَا يُبَادر إِلَى دماغ وَلَا يختطف كلى الجدى وَلَا ينْزع خاصرة الْحمل وَلَا يزدرد قانصة الكركى وَلَا يتَعَرَّض لعيون الرُّءُوس وَلَا يستولى على صُدُور الدراج وَلَا يسابق إِلَى أسقاط الْفِرَاخ
وَحكى عَن مُحَمَّد بن أَبى المؤمل أَنه قَالَ فى كَلَام وَلَقَد كَانُوا متحامين بَيْضَة البقيلة ويدفعها كل امرىء لصَاحبه وَأَنت الْيَوْم إِن لَو أردْت أَن تمتّع عَيْنَيْك بنظرة وَاحِدَة إِلَيْهَا لم تقدر عَلَيْهَا