وَكَانَ يَقُول وَإِنَّمَا يفخر لَهُ بالتلاوين وبتلك التعاريج والتهاويل الَّتِى لألوان ريشه ولربما رَأَيْت الديك النبطى وَفِيه شبه بذلك إِلَّا أَن الديك أَجْهَل من الدراج لمَكَان الِاعْتِدَال والانتصاب والإشراف وَأسلم من الْعُيُوب من الطاوس
وَكَانَ يَقُول وَلَو كَانَ الطاوس أحسن من الديك النبطى فى تلاوين ريشه فَقَط لَكَانَ فضل الديك عَلَيْهِ باعتدال الْقد والخرط وبفضل حسن الانتصاب وجوده الإشراف أَكثر من فضل حسن ألوانه على ألوان الديك ولكان السَّلِيم من الْعُيُوب فى الْعين أجمل لاعتراض تِلْكَ الْخِصَال القبيحة على حسن الطاوس فى عين النَّاظر إِلَيْهِ وَأول منَازِل الْحَمد السَّلامَة من الذَّم
وَكَانَ يزْعم أَن قَول النَّاس فُلَانَة أحسن من الطاوس وَمَا فلَان إِلَّا طَاوس وَأَن قَول الشَّاعِر
(خدودها مثل طواويس الذَّهَب ... )
إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الْعَامَّة لَا تبصر الْجمال ولفرس رائع كريم أحسن من كل طَاوس فى الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ الرجل وَالْمَرْأَة وَإِنَّمَا ذَهَبُوا من حسنه إِلَى حسن ريشه فَقَط وَلم يذهبوا حسن إِلَى تركيبه وتنصبه