وَقَالَ آخر هُوَ دم الْقلب الذى يبْقى فى الْإِنْسَان
قَالَ الجاحظ الْعَرَب تَقول الضَّب أطول شئ ذماء وَالْكَلب فى ذَلِك اعْجَبْ مِنْهُ وَإِنَّمَا عجبوا من الضَّب لِأَنَّهُ يصير ليلته مذبوحا مفرئ الْأَوْدَاج سَاكن الْحَرَكَة حَتَّى إِذا قرب من النَّار تحرّك فيظن حَيا وَإِن كَانَ مَيتا والأفاعى تذبح فَتبقى اياما وهى تتحرك
قَالَ وَقَالَ لى أَبُو الْفضل العنبرى يَقُولُونَ الضَّب أطول شئ ذماء والخنفساء أطول ذماء مِنْهُ وَذَلِكَ أَنه يعزز فى ظهرهَا شَوْكَة نَافِذَة وفيهَا ذبالة تستوقد وتصبح لأهل الدَّار وهى تدب بهَا وتجول حَتَّى الصَّباح فَأَما الأفعى فَرُبمَا قطع مِنْهَا الثُّلُث من قبل ذنبها فتعيش إِن سلمت من الذَّر
663 - (رى الضَّب) يضْرب بِهِ الْمثل فَيُقَال اروى من الضَّب لِأَنَّهُ لَا يشرب المَاء أصلا وَذَلِكَ انه إِذا عَطش اسْتقْبل الرّيح فاتحا فَاه فَيكون ذَلِك ريه وَالْعرب تَقول فى الشئ الْمُمْتَنع لَا يكون ذَلِك حَتَّى يرد الضَّب وفى تبعيد مَا بَين الجنسين (حَتَّى يؤلف بَين الضَّب وَالنُّون ... )
أَن الضَّب لَا يُرِيد المَاء وَلَا يردهُ وَالنُّون لَا يصبر عَنهُ وَلَا يعِيش إِلَّا فِيهِ
664 - (عقوق الضَّب) من عقوقها انها تَأْكُل أَوْلَادهَا وَذَلِكَ أَن الضبة إِذا باضت حرست بيضها فَإِذا أخرجت أَوْلَادهَا ظنتها شَيْئا يُرِيد بيضها فَوَثَبت عَلَيْهَا فقتلتها وأكلتها