الْمُلُوك فَلم يهدهم من الِاخْتِلَاف إِلَّا على الْيَسِير الذى لَا يعْتد بِهِ
وَقَالَ غَيره لما أشبه القرد الْإِنْسَان أربى عَلَيْهِ فى الْحِكَايَة وَضرب بِهِ الممثل وَقيل أحكى من قرد وَقيل أولع من قرد وَلَو لوعة بحكاية من يرَاهُ
وقدأحسن ابْن الرومى فى قَوْله يهجو قوما
(ليتهم كَانُوا قرودا فحكوا ... شيم النَّاس كَمَا تحكى القرود)
والتفت يَوْمًا إِلَى أَبى الْحسن الْأَخْفَش وَهُوَ يختال فى مشيته فَأَنْشد يَقُول
(هَنِيئًا يَا أَبَا الْحسن هَنِيئًا ... بلغت من الْفَضَائِل كل غَايَة)
(شركت القرد فى قبح وسخف ... وَمَا قصرت عَنهُ فى الْحِكَايَة)
648 - (كرَاع الأرانب) يضْرب مثلا فِيمَا قل وذل وَيُشبه مَا صغر وَهَان قَالَ الشَّاعِر يهجو حَارِثَة بن بدر الغدائى
(زعمت غُدَانَة أَن فيهم سيدا ... ضخما يواريه جنَاح الجندب)
(يرويهِ مَا يرْوى الذُّبَاب وينتشى ... سكرا ويشبعه كرَاع الأرانب)
قَالَ الجاحظ إِنَّمَا ذكر كرَاع الأرنب لِأَن يَد الأرنب قَصِيرَة وَلذَلِك يسْرع فى الصعُود فَلَا يلْحقهُ من الْكلاب إِلَّا كلب قصير الْيَد وَذَلِكَ مَحْمُود فى الْكَلْب