وَلم يُنكر أَحدهمَا من صَاحبه شَيْئا حَتَّى فرق بَينهمَا الْمَوْت
قَالَ مؤلف الْكتاب وَمِمَّنْ جمعتهم الصداقة على اخْتِلَاف الْمذَاهب الْكُمَيْت والطرماح فَإِن الْكُمَيْت كَانَ رَافِضِيًّا غاليا والطرماح كَانَ خارجيا حروريا وَكَانَ بَينهمَا أحسن وألطف مَا يكون بَين صديقين شقيقين فَإِذا قيل لَهما فى ذَلِك قَالَا اجْتَمَعنَا على بغض الْعَامَّة
وَمِمَّا ينخرط فى سلك هَذِه الْحِكَايَة والْحَدِيث شجون مَا حدث بِهِ ابْن عَائِشَة قَالَ كَانَ لِلْحسنِ بن قيس بن حُصَيْن ابْن شيعى وَابْنه حرورية وَامْرَأَة معتزلية وَأُخْت مرجئية وَهُوَ سنى جماعى فَقَالَ لَهُم ذَات يَوْم أرانى وَإِيَّاكُم طرائق قددا
مضى الحَدِيث كَمَا يَقُول إِسْحَاق الموصلى فى كتاب الأغانى
473 - (برد الْعَجُوز) فِيهِ أقاويل مُخْتَلفَة فَمِنْهَا أَن عجوزا دهرية كاهنة من الْعَرَب كَانَت تخبر قَومهَا بِبرد يَقع فى أَوَاخِر الشتَاء وأوائل الرّبيع فيسوء أَثَره على المواشى فَلم يكترثوا بقولِهَا وجزوا أغنامهم واثقين بإقبال الرّبيع فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا مديدة حَتَّى وَقع برد شَدِيد اهلك الزَّرْع والضرع فَقَالُوا هَذَا برد الْعَجُوز يعنون الْعَجُوز الَّتِى كَانَت تنذر بِهِ
وَمِنْهَا أَن عجوزا كَانَت بالجاهلية وَلها ثَمَانِيَة بَنِينَ فَسَأَلَهُمْ أَن يزوجوها وألحت عَلَيْهِم فتآمروا بَينهم وَقَالُوا إِن قتلناها لم نَأْمَن عشيرتها وَلَكِن نكلفها البروز للهواء ثَمَان لَيَال لكل وَاحِد منا لَيْلَة فَقَالُوا لَهَا إِن كنت تزعمين أَنَّك شَابة فابرزى للهواء ثَمَان لَيَال فإننا نُزَوِّجك بعْدهَا فوعدت