رب الْعَالمين قَالَ فَمَا فعلت عَجُوز قُرَيْش قَالَ وَمَا عَجُوز قُرَيْش قلت أم جميل حمالَة الْحَطب فِي جيدها حَبل من مسد فَضَحِك ابْن الزبير وَقَالَ لِابْنِ خَالِد أَسَأْت الْمَسْأَلَة وَأحسن الْجَواب
455 - (حمالَة الْحَطب) هى أم جميل بنت حَرْب وَأُخْت أَبى سُفْيَان الَّتِى ذكرهَا الله تَعَالَى فى سُورَة {تبت يدا أبي لَهب} يضْرب بهَا الْمثل فى الخسران فَيُقَال اخسر من حمالَة الْحَطب قَالَ الشَّاعِر
(جمعت شَيْئا وَلم تحرز لَهُ بَدَلا ... لأَنْت اخسر من حمالَة الْحَطب)
ولقى الْفضل بن عَبَّاس بن أَبى لَهب الْأَحْوَص الأنصارى الشَّاعِر فأنشده الْأَحْوَص من شعره فَقَالَ لَهُ الْفضل إِنَّك لشاعر وَلَكِنَّك لَا تحسن أَن تؤبد فَقَالَ بلَى وَالله إنى لأحسن أَن أوبد حَيْثُ اقول
(مَا ذَات حَبل يَرَاهَا النَّاس كلهم ... وسط الْجَحِيم وَلَا تخفى على أحد)
(ترى حبال جَمِيع النَّاس من شعر ... وحبلها وسط أهل النَّار من مسد)
فَأَجَابَهُ الْفضل بن عَبَّاس فَقَالَ
(مَاذَا تُرِيدُ إِلَى شتمى ومنقصتى ... أم مَا تعير من حمالَة الْحَطب)
(غراء سَائِلَة فى الْمجد غرتها ... كَانَت سلالة شيخ ثاقب الْحسب)
456 - (خضراء الدمن) هَذِه من جَوَامِع كلم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم القليلة الْأَلْفَاظ الْكَثِيرَة الْمعَانى الَّتِى لم تسبقه الْعَرَب إِلَيْهَا وَلما قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إيَّاكُمْ وخضراء الدمن) قيل يَا رَسُول الله وَمَا خضراء