(فَقلت ذَا التيس من هُوَ ... فَقَالَ قاضى شلمبة)
310 - (سحرة الْهِنْد) يضْرب بهم الْمثل لِأَن للهند السحر والرقى والتدخين والحساب وَالشطْرَنْج وخرط التماثيل كَمَا أَن للْعَرَب الْبَيَان وَالشعر والفروسية والقيافة وللروم الطِّبّ والتنجيم والقرسطون واللحون والتصاوير وَالْبناء وللفرس السياسة والإمارة وَاسْتِعْمَال عُلُوم الْأُمَم
31 - (شيخ الْعرَاق) كَانَ يُقَال ذَلِك بِالْإِطْلَاقِ للمهلب بن أَبى صفرَة وَلما وَفد عَلَيْهِ زِيَاد الْأَعْجَم وَهُوَ يُقَاتل الْأزَارِقَة بتوج أكْرمه وانزله على حبيب ابْنه وَقَالَ لَهُ احسن قراه فَجَلَسَا يَوْمًا يشربان فى بُسْتَان فغنت حمامة على فنن فطرب لَهَا زِيَاد فَقَالَ حبيب أَنَّهَا فاقدة إلْف كنت أرَاهُ مَعهَا فَقَالَ زِيَاد هُوَ أَشد لشوقها وَأَنْشَأَ يَقُول
(تغنى أَنْت فى ذممى وعهدى ... وَذمَّة والدى إِلَّا تضارى)
(فَإنَّك كلما غردت صَوتا ... ذكرت أحبتى وَذكرت دارى)
(فإمَّا يَقْتُلُوك طلبت ثأرا ... لِأَنَّك يَا حمامة فى جوارى)
فَضَحِك حبيب ودعا بقوس بندق ورماها ببندقة فَسَقَطت ميتَة فَنَهَضَ زِيَاد مغضبا وَقَالَ اخفرت يَا حبيب ذمتى فقتلت جارتى وَسَار إِلَى الْمُهلب وشكاه إِلَيْهِ فَغَضب لَهُ وَقَالَ لحبيب أما علمت أَن جَار أَبى أُمَامَة جارى وَأَن ذمَّته ذمتى وَالله لألزمنك دِيَة الْحر وَالْعَبْد فَأخذ من مَاله ألف دِينَار وَدفعهَا إِلَى زِيَاد فَقَالَ من قصيدة لَهُ
(فَللَّه عينا من رأى كقضية ... قضى لى بهَا شيخ الْعرَاق الْمُهلب)
(قضى ألف دِينَار لِجَار اجرته ... من الطير إِذْ يبكى شجاه وَينْدب)