(وَإِذا أَمِير الْمُؤمنِينَ أضَاف لى ... أمْلى نزلت على الْجواد الْمفضل)
(رأى الرشيد وهيبة الْمَنْصُور فى ... حسن الْأمين ونعمة المتَوَكل)
وَقَالَ أَبُو عبد الله المغلسى من قصيدة
(رَاحَة تخجل السَّحَاب وَوجه ... يتلالا إشراقة كالصباح)
(مَا جمال الْأمين مَا كرم المهدى ... مَا أريحيه السفاح)
وَمثل هَذَا التَّمْثِيل قَول الرشيد فى الْمَأْمُون وَالله إنى لأعرف فى عبد الله حزم الْمَنْصُور ونسك المهدى وَعزة نفس الهادى وَلَو شِئْت أَن أشبهه فى الرَّابِعَة بنفسى لفَعَلت وَالله إنى لأرضى سيرته وَأحمد طَرِيقَته وأستحسن سياسته وَأرى قوته وذهنه وآمن ضعفه ووهنه وَلَوْلَا أم جَعْفَر وميل بنى هَاشم إِلَى مُحَمَّد لقدمت عبد الله عَلَيْهِ
وَكَانَ المكتفى أَيْضا مَوْصُوفا بالجمال وَبِه ضرب الْمثل عبد الله بن المعتز
(وَالله مَا كَلمته وَلَو أَنه ... كَالشَّمْسِ أَو كالبدر أَو كالمكتفى)
(قايست بَين جماله وفعاله ... فَإِذا الملاحة بالخيانة لَا تفى)
270 - (لَيْلَة المتَوَكل) هى اللَّيْلَة الَّتِى قتل فِيهَا وَكَانَت ثلمة الْإِسْلَام وعنوان سُقُوط الهيبة وتاريخ تراجع الْخلَافَة وَكَانَت لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثلاث خلت من شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ قَتله باغر التركى بمواطأة الْمُنْتَصر فى مجْلِس أنسه وَقد أحدق بِهِ الندماء والمطربون ودارت الكئوس وَطَابَتْ النُّفُوس فَانْقَلَبَ مجْلِس اللَّهْو والطرب إِلَى مجْلِس الويل وَالْحَرب وَأكْثر الشُّعَرَاء فى وصف هَذِه الْوَقْعَة فَمنهمْ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأسدى يَقُول من قصيدة