حينها لكنه لم يرتد أو يلحق بعبد الله بن أبي سلول أو بجيش الكفار، وإنما كان أسير الصدمة الكبيرة.

فلعل عمر بن الخطاب وبعض الصحابة توقفوا حينها بعد سماعهم لنبأ مقتل رسول الله، ثم لما حفزّهم أنس بن النضر دب الحماس في نفوسهم إلى اللحاق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جنان الخلد فقاموا وقاتلوا من جديد.

هذا إن صحت الرواية وإلا فهي كما ذكرنا ضعيفة الإسناد.

وهناك قسم بقي على الإيمان كمن سبقه ولكنه انسحب من القتال وهم عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان (رجلان من الأنصار) (?) وغيرهم، وهؤلاء الصحابة قد تجاوز الله عنهم زلتهم في كتابه الكريم بقوله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيم} (?) فبيّن الله أنه قد عفا عن جميع من تولى يوم أحد، فدخل فيهم من هو دون عثمان في الفضل والسابقة، فكيف بعثمان الذي قدّم للإسلام الكثير؟

روى البخاري أنّ رجلاً حج البيت فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر، فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء، أتحدثني؟ قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أنّ عثمان بن عفان فرّ يوم أحد؟ قال: نعم، قال: فتعلمه تغيّب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: فتعلم أنه تخلّف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015