يقول القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" في تفسيره لقوله تعالى {وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ} (?): (يعني المنافقين: معتب بن قشير وأصحابه، وكانوا خرجوا طمعاً في الغنيمة وخوف المؤمنين فلم يغشهم النعاس وجعلوا يتأسفون على الحضور ويقولون الأقاويل).

وقد كان الزبير بن العوام ممن غشيهم النعاس أمنة من الله وفضلاً، يقول الزبير رضي الله عنه: (لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين اشتد الخوف علينا، فأرسل الله علينا النوم، فما منّا من رجل إلا ذقنه في صدره، قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم (لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا ههنا) فحفظتها، وفي ذلك أنزل الله {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا} لقول معتب) (?).

أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمن الثابت في التاريخ أنه كان يقاتل في أحد، فلما دارت الدائرة على المسلمين وأُشيع مقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرض المعركة حتى رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فقد روى الطبري بسنده عن ابن إسحاق أنه قال: (فكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وقول الناس: (قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم) كعب بن مالك أخو بني سلمة، قال: عرفت عينيه تزهران تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين: أبشروا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليّ رسول الله أن أنصت، فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به، ونهض نحو الشعب معه علي بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015