أخي؟ قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي نفسي بيده! لئن رأيته لا يُفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال مثلها، قال: فلم أنشبْ أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه، فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبراه، فقال: أيكما قتله، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مسحتما سيفيكما، قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: كلاكما قتله، وقضى بسلبه ..) (?).

ولهذا لا يُعرف للصحبة اللغوية ضابط، ولو كان الصحابي يُعرف بالصحبة اللغوية لكنا نحن صحابة أيضاً إذ لا يُشترط في اللغة دائماً المصاحبة ولا اللقاء كما في حديث عبد الرحمن بن عوف السابق، ولكان من التقى برسول الله من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين صحابة أيضاً، لأنّ الصحبة اللغوية لا تشترط الايمان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015