وقد حدد آية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني المسافة بين مكة وبين الجحفة في رسالته العملية "مناسك الحجّ" بـ «مائتين وعشرين كيلو متراً تقريباً» (?).
والمتأمل لحديث الغدير ولملابساته يعلم علم اليقين أنه ليس في الحديث دلالة على معنى الخلافة بل المعنى المراد هو النصرة والمحبة، وإليك بيان ذلك:
أولاً: حديث الغدير باعتراف عالمين من علماء الشيعة الإثني عشرية ليس دليلاً صريحاً أو نصاً جلياً على إمامة علي بن أبي طالب بل هو دليل ظني محتمل للتأويل، تأولته الطائفة الإثنا عشرية على ما أرادته من إثبات النص على الإمام علي بينما تأوله جمهور المسلمين على اختلاف طوائفهم ومشاربهم الفكرية على خلاف ذلك!
فقد صرّح الإمام المرتضى (?) في "رسائله" بهذه الحقيقة قائلاً: (إنّ النص على ضربين: موسوم بالجلي، وموصوف بالخفي. وأما الجلي: فهو الذي يستفاد من ظاهر لفظه النص بالإمامة كقوله عليه السلام (هذا خليفتي من بعدي) و (سلّموا على علي عليه السلام بأمرة المؤمنين). وليس معنى الجلي أنّ المراد منه معلوم ضرورة، بل ما فسّرناه. وهذا الذي سمّيناه