من الولي ومن العدو. فأي هيبة والحال هذه تمنع المكلفين من القبيح من إمام هذه صورته؟!) (?).

فالنظرية في واد وواقع الأئمة الإثنى عشر في واد آخر، ومن يستقرئ التاريخ الشيعي الخالص أو يستعين بكتاب جيد في هذا الباب ككتاب "تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه" للأستاذ أحمد الكاتب (?)، سيدرك بالفعل تهاوي النظرية الإمامية أمام حقائق النصوص الشيعية ذاتها.

لقد أنهك المتكلمون الذين اخترعوا مثل هذه النظريات الأمة بقضايا كانت في غنى عنها، فأورثوها فرقة واختلافاً تجرعت مرارته فترات من الزمن ولا زالت تتجرعه.

فمتى دخل على الأمة الجدل في القرآن هل هو مخلوق أم غير مخلوق؟ ومتى دخل على الأمة الجدل في صفات الله بين تعطيل وتحريف قابله تكييف وتمثيل وتشبيه لله بخلقه؟ إن لم يكن علم الكلام وراء هذا كله.

ونظرية عصمة الأئمة هي إحدى تلك الإفرازات، قامت على أسس عقلية نطق بها بعض المتكلمين ثم انصرفوا بعد رسمها إلى الاستدلال عليها من كتاب الله وسنة رسوله، وبذلوا في ذلك الجهد والطاقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015