شرح نهج البردة

يقول أمير الشعراء في مطلع قصيدته:

ريم على القاع بين البان والعلم ... أحل سفك دمي في الأشهر الحرم (?)

رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا ... يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم (?)

يبدأ شوقي قصيدته نهج البردة كما بدأ قبله كل من كعب بن زهير والإمام البوصيري بالغزل، واعتاده الشعراء القدامى، مقتفيا نهجهم باتخاذ الغزل مطلعا للقصيدة فتخيل محبوبته الظبى الجميل الذي يقف في أرض بين أشجار ألبان والجبل، وهذا الظبى استحوذ على مشاعره أكثر من منظر الغابة الخضراء الجميلة ومنظر الجبل، وهو هنا قد شغله جمال الظبى ولم يبهره منظر الغابة الخضراء والأغصان الملتفة والروابي أو الجبال، وأن هذا الجمال الذي بهره كما لو كان قد سفك دمه على الرغم من تحريم سفك الدماء خلال الأشهر الحرم.

ولعل جمال الغزال يبرز في عينيه اللتين يتعلق بهما من يراهما ولو كان أسدا في قسوته ووحشيته وجبروته، وهذا الأسد يسكن الأجم ويطلب النجدة والرحمة من هذا الظبى الرقيق الذي لا يثبت أمام جماله شيء.

ثم يقول:

لما رنا حدثتني النفس قائلة ... يا ويج جنبك بالسهم المصيب رمى (?)

جحدتها وكتمت السهم في كبدي ... جرح الأحبة عندي غير ذى الم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015