شاكى السلاح لهم سيما تميزهم ... والورد يمتاز بالسيما من السلم (?)

تهدى إليك رياح النصر نشرهم ... فتحسب الزهر في الاكمام كل كمى (?)

كأنهم في ظهور الخيل نبئت ربا ... من شدة الحزم لا من شدة الحزم (?)

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا ... فما تفرق بين البهم والبهم (?)

فيستطرد الإمام البوصيري ليصف فرسان المسلمين بأن رماحهم كانت تصل إلى أجسام الأعداء ولا تترك لهم جزا إلا وبه طعنة رمح أو ضربة سيف، وهذه الأسلحة التي كانت عند المسلمين تمتاز بقوة فتكها وإن الرياح كانت تنقل أخبار نصرهم وتحمل معها رائحة عطرة ندرك من خلالها حلاوة النصر.

ويشبه المسلمين في حزمهم وثباتهم وثقتهم بأنفسهم وهم على ظهور خيلهم كأنهم نبات ضارب بقوة في أرض قوية، وهذا النبات مرده إلى الثقة بالنفس والعقيدة التى اندفعوا للدفاع عنها وليس مردة قوة ربط الحزام وإمساكهم اللجام وعند لقائهم بالأعداء انخلعت قلوب هؤلاء الأعداء من شدة بأسهم وتفرقوا في كل مكان يستوى في ذلك منهم الجبان والشجاع كالماشية حينما تجفل من الخوف.

ثم يقول الشاعر الإمام: -

ومن تكن برسول الله نصرته ... ان تلقه الأسد في اجامها تجم (?)

ولن ترى من ولى غير منتصر ... به ولا من عدو غير منقصم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015