فقد فزعت قلوب المشركين والكفار وغيرهم بنبأ ظهور البعثة المحمدية وشبه الإمام البوصيري هؤلاء المشركين والكفار بقطعان من الغنم تفرقت خوفا وفزعا من ذلك النبأ الغريب على اذانهم والموقظ لجاهليتهم فوقفوا ضد هذا النبأ محاربين له مقاومين لكلمته، ولكن الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم صاحب هذا النبأ لم يتركهم وإنما حاربهم بالكلمة والسيف والرمح ولم يتركهم حتى أنهم ودوا الفرار من أمامه من شدة وطأة هذه الحرب، ويشبه فلولهم كأنها جثث ممزقة هامت عليها العقبان وجوارح الطير وكتب عليهم الضياع والقلق والاستعداد الدائم للحرب وانهم لا يدرون من أيامهم إلا أيام الأشهر الحرم التي اتفق العرب على عدم حمل السلاح والقتال فيها ولا يدرون عدتها.
ثم يقول:
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم ... بكل قرم إلى لحم العدا قرم (?)
يجر بحر خميس فوق سابحة ... يرمى بموج من الأبطال ملتطم (?)
من كل منتدب لله محتسب ... يسطو بمستأصل للكفر مصطلم (?)
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم ... من بعد غربتها موصولة الرحم (?)
فقد اجتمع جند المسلمين وزجوا بأنفسهم للدفاع عن هذا الدين مجيبين لدعوة الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم راجين أن ينالوا ثواب الدنيا والاخرة، إما النصر أو الشهادة، فكلاهما له أجر، يصولون ويجولون في المعركة بخطة عسكرية محكمة، ويدافعون بثبات عن هذه الدعوة، ويقطعون دابر الكفر من جذوره لكي يبنوا بعد ذلك دولة إسلامية تتخذ كتاب الله وسنة نبيه دستورها، لا فرق