شرح القصيدة

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم اثرها لم يفد مكبول (?)

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... الا اغن غضيص الطرف مكحول (?)

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... لا يشتكي قصر منها ولا طول (?)

تجلو عوارض ذى ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول (?)

بهذه الأبيات يبدأ كعب بن زهير قصيدته، يبدؤها بالشكوى من ابتعاد محبوبته التي تيمت قلبه وأسرت لبه وقيدته بقيود حبها والمته بفراقها فهو كأسير لديها على الرغم من بعدها عنه وهو أسير لفرط جمال المحبوبة إذ يصفها بأنهال ظبية صغيرة مكحولة العينين بكحل رباني، ناعسة الأجفان، ذات صوت ناعم رقيق جميل كأنه غنة الطبي، فهي في نظر الشاعر أنثى رقيقة جميلة، ثم يصفها وهي مقبلة، إنها ضامرة البطن، دقيقة الخصر، متحركة، وإذا كانت مدبرة فهي عجزاء ذات كفل مما يوصف به النساء الحسناوات في هذا العهد، ثم أنها لا تظهر للرائي ذات طول مفرط ولا ذات قصر مغيب، ويعود لوجهها مرة أخرى، ويركز على الفم، وهنا تتأكد لنا نظرته الحسية، فهي إذا ابتسمت تظهر أسنانها اللامعة البيضاء، وإذا اقتربنا من هذا الفم أحسسنا تجاهه بالعطش، فكأنه كأس من الخمر المعتقة التي أضيفت إلى نكهتها الروائح الجميلة، فلا بد أن نشرب من هذا الكأس ونعيد الشراب حتى الثمالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015