أو كابن عفان والقران في يده ... يحنو عليه كما تحنو على الفطم (?)
ويجمع الاى ترتيبا وينظمها ... عقدا يجيد الليالي غير منفصم
جرحان في كبد الاسلام ما التأما ... جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمي (?)
وما بلاء أبي بكر بمتهم ... بعد الجلائل في الافعال والخدم
بالحزم والعزم حاط الدين في محن ... اضلت الحلم من كهل ومحتلم (?)
يريد شوقي أن يجعل مكانة مرموقة لهذه الفئة المؤمنة لا يرتقي إليها أحد من هؤلاء الملوك، ومن ثم يشير شوقي إلى الفارق بين الملوك والقياصرة وبين هذه الفئة المؤمنة، ويتساءل مستنكرا ومتعجبا: هل هناك في هذه الدنيا من يقيم العدل كالخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز في التواضع والخشوع لله سبحانه وتعالى أو كالإمام علي بن أبي طالب في تضحيته ليلة هجرة الرسول وفدائه بنفسه حينما عزم الكفار قتل الرسول في تلك الليلة، ثم يعدد الشاعر الصفات الحميدة في الإمام علي كرم الله وجهه من غزارة العلم، وأن عليا رضى الله عنه كان خفيفا في كره وفره في الحرب بشوشا مع الناس، وما كان يزهو على الناس، ولم يكن بخيلا بما لديه من علم ومعرفة لصلة الرحم بينه وبين الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكذلك لتربية الرسول صلّى الله عليه وسلّم له ويبين شوقي في قصيدته مكانة الخليفة عثمان بن عفان حينما أمر بنسخ القران وشبهه بالأم التي تحنو على طفلها من شدة حرصه على العناية بكلام الله (القران الكريم) .
ويعود الشاعر أحمد شوقي ليطرح من خلال بردته لمحات من التاريخ الإسلامي ولما واجهته هذه الفئة المؤمنة من قتل وتعذيب على أيدي الكفار، كما