ويقول:
أشياع عيسى أعدوا كل قاصمة ... ولم نعد سوى حالات منقصم (?)
مهما دعيت إلى الهيجاء قمت لها ... ترمى بأسد ويرمى الله بالرجم (?)
على لوائك منهم كل منتقم ... لله مستقتل في الله معتزم (?)
وهنا ينتقل شوقي من خلال هذه الأبيات من عصر النبوة إلى عصرنا الحالي ويطرح مقارنة بين حال المسلمين وهم في انشقاق وفرقة وبين الجحافل الصليبية التي تعد العدة للانقضاض على المسلمين، وعلى الرغم من أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد ضرب المثل فلم يسكت على الضيم ولم يدع إلى حرب أحس فيها أنه مظلوم إلا وقد قام في مقدمة المسلمين للقتال، وقد منحه الله إيمانا ومنح المسلمين في عهده ثقة بالله ونصرة لله وانتقاما لدين الله، وكأن شوقي يقول للمسلمين اتخذوا من الرسول عبرة وعظة تتواحدوا في ملاقاة عدوكم من يهود ونصارى.
ويقول:
مسبح للقاء الله مضطرم ... شوقا على سابح كالبرق مضطرم (?)
لو صادف الدهر يبغي نقله فرمى ... بعزمه في رحال الدهر لم يرم (?)
بيض مفاليل من فعل الحروب بهم ... من أسيف الله لا الهندية الخذم (?)