ومن بلد إلى بلد فهي جديدة دائما ملائمة في أحكامها وشرائعها لكل عصر ولكل أوان، وعلى الرغم من هذه الجدة فهي جليلة عتيقة قديمة قدم الكون وأن أحكامها تشمل الرحمة والتقوى، وما من مكرمة لبني البشر إلا وهي مذكورة بين دفتي هذا الكتاب العظيم، ويخرج الشاعر من الحديث عن القران إلى السنة النبوية المشرفة فيصف صاحبها عليه الصلاة والسلام بأنه أفصح من نطق اللغة العربية على الرغم من أنه كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة ومع ذلك فإن لحديثه وقعا عذبا في أذن المستمع الفاهم، ويصف هذا الحديث مرة أخرى بأنه الدرر التي زينت هذه اللغة فأعطاها طعما جديدا وحلاوة جديدة في شعرها وفي نثرها فما من شاعر أو ناثر إلا وقد استمد من بيان القران الكريم وأساليب الحديث الشريف، استمد معظم تشبيهاته وخيالاته وتراكيبه اللغوية، حتى أن كل كلمة أو حديث نطق به الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم كان يحيى القلوب الميتة ويحيى الهمم الميتة.

ويقول:

سرت بشائر الهادى ومولده في ... الشرق والغرب مسرى النور في الظلم

تخطفت مهج الطاغين من عرب ... وطيرت أنفس الباغين من عجم

ريعت لها شرف الأيوان فانصدعت ... من صدمة الحق لا من صدمة القدم (?)

فيتحدث شوقي عن يوم مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم وما حدث من اشارات ومواقف في الشرق والغرب فيقول لقد انتشرت البشائر بمولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الشرق والغرب كما يسري النور في الظلام فيبدده، فهذه الأنوار قد أفزعت قلوب الطغاة من العرب، وأقلقت نفوس الباغين من غير العرب، واهتز لها سلطان الأكاسرة، فهوى الايوان وسقطت الشرفات (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015