سائل حراء والروح القدس هل علما ... مصون سر عن الادراك منكتم (?)

وهنا يعرض لنا شوقي ملامح النبوة المبكرة التي ظهرت على الرسول (ص) من خلال المواقف التي تعرض لها في صغره ويبدأ بذكر موقف بحير الراهب النصراني الذي تعرف على الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم في أثناء رحلته من مكة إلى الشام من خلال علمه بسمات وصفات النبي والرسول القادم والخاتم، ثم يؤكد أن معرفة سر النبوة مستحيل في ذلك الوقت، ولا أحد يدري إلا إذا استطاع أن يسأل جدران الغار الصماء والتي كانت تحفظ سر النبوة كشاهد عيان عليها أو أن يسأل جبريل عليه السلام فهو الذي أمر بابلاغ هذه النبوة، وفي كلتا الحالتين يكون الأمر مستحيلا والسؤال محالا.

ويقول:

كم جيئة وذهابا شرفت بهما ... بطحاء مكة في الاصباح والغسم (?)

ووحشة لابن عبد الله بينهما ... اشهى من الانس بالاحباب والحشم (?)

يسامر الوحى فيها قبل مهبطه ... ومن يبشر بسيمي الخير يبتسم (?)

لما دعا الصحب يستسقون من ظما ... فاضت يداه من التسنيم بالسنم (?)

وهكذا يتحدث شوقي عن الطريق المشرف الذي شرفه الرسول جيئة وذهابا بين داره وبين غار حراء في كل صباح ومساء، وكان الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم قد تفرغ للذهاب صباحا ومساء إلى الغار ليعتكف ويتقرب إلى الله ويتعبد هناك على دين إبراهيم الخليل وهذه الجيئة والذهاب قد كانت تأخذ منه جهده ووقته كله وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015