الأَصْلُ الثَّالِثُ مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ.
وَلَهُ مِنَ الِعُمُرِ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَثَلاثٌ وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ. وأرسل بالمدثر. وَبَلَدُهُ مَكَّةُ بَعَثَهُ اللهُ بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ ويدعو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ - وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 1 - 7] المدثر آية 1 - 7، وَمَعْنَى قُمْ فَأَنذِرْ: يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ وَيَدْعُو إلى التوحيد، وربك فكبر عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ: أَيْ طَهِّرْ أَعْمَالَكَ من الشِّرْكِ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، الرُّجْزَ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا وأهلها وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلُهَا.