وَفِي عَام وَفَاته توفّي بَين الْحَرَمَيْنِ محرما وغبطه النَّاس بذلك وَكَانَ باذلا لكتبه وأجزائه سَمحا فِي أُمُوره مؤثرا متصدقا رحوما مَشْهُورا فِي الْآفَاق مقصدا لمن يلْتَمس سَمَاعه
وَكَانَ هُوَ الَّذِي حبب إِلَيّ طلب الحَدِيث فَإِنَّهُ رأى خطي فَقَالَ خطك يشبه خطّ الْمُحدثين فأثر قَوْله فِي وَسمعت وتخرجت بِهِ فِي أَشْيَاء
ولي قِرَاءَة دَار الحَدِيث سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَقِرَاءَة الظَّاهِرِيَّة وَحضر الْمدَارِس وتفقه مُدَّة بالشيخ تَاج الدّين عبد الرَّحْمَن وَصَحبه وَأكْثر عَنهُ وسافر مَعَه وجود الْقُرْآن على الرضى بن دبوقا وَتفرد بِبَعْض مروياته وَتخرج بِهِ الطّلبَة وَمَا أَظن الزَّمَان يسمح بِوُجُود مثله فَعِنْدَ ذَلِك نحتسب مصابنا بِمثلِهِ وَلَقَد حزن الْجَمَاعَة خُصُوصا رَفِيقه أَبُو الْحجَّاج شَيخنَا وَبكى عَلَيْهِ غير مرّة وَكَانَ كل مِنْهُمَا يعظم الآخر وَيعرف لَهُ فَضله وَكَانَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ قد أقبل على الْخَيْر فِي