ش: قال شيخ الإسلام: هذا الحديث أصح ما روي لعلي رضي الله عنه من الفضائل أخرجاه في " الصحيحين " من غير وجه.

قوله: (عن سهل) . هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس صحابي شهير، وأبوه صحابي أيضًا. مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة.

قوله: (قال يوم خيبر) ، أي: في غزوة خيبر. في " الصحيحين " واللفظ لمسلم عن سلمة بن الأكوع قال: "كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان رمدًا، فقال: أنا تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا: هذا علي: فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ففتح الله عليه" 1. وهذا يبين أن عليًا رضي الله عنه لم يشهد أول خيبر، وأنه عليه السلام قال هذه المقالة مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها.

قوله: "لأعطين الراية". قال الحافظ في رواية بريدة: "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" 2. والراية بمعنى اللواء، وهو العلم الذي يحمل في الحرب، يعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر. وقد صرح جماعة من أهل اللغة بترادفهما، لكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض. ومثله عند الطبراني عن بريدة، وعند ابن عدي عن أبي هريرة وزاد: مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو ظاهر في التغاير فلعل التفرقة بينهما عرفية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015