وعن مجاهد: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ} ، قال: بيان الله للمؤمنين أن لا يستغفروا للمشركين خاصة، وفي بيان طاعته ومعصيته عامة، فافعلوا وذروا.
قوله عز وجل: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } .
عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل: {فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} قال: خرجوا في غزوة تبوك الرجلان والثلاثة على بعير، وخرجوا في حرٍّ شديد، وأصابهم يومئذٍ عطش شديد، فجعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون أكراشها ويشربون ماءه، وكان ذلك عسرة من الماء، وعسرة من الطهر، وعسرة من النفقة. قال قتادة: فتاب الله عليهم وأقفلهم من غزوهم. وقال ابن عباس: من تاب الله عليه لم يعذبه أبدًا.
وقوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} . قال كعب بن مالك في حديثه الطويل: خلّفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توبتهم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى
قضى الله فيه، فبذلك قال الله: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} . وعن نافع قال: قيل للثلاثة الذين خلفوا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} محمد وأصحابه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: