الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (27) } .
حُنَيْن: موضع بين مكة والطائف، اجتمعت فيه هوازن وثقيف بعد الفتح، فخرج عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثني عشر ألفًا، عشرة من المهاجرين والأنصار، وألفان من الطلقاء، فقال رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: لن نُغلب اليوم من قلة، فلما التقوا انهزم المسلمون، وثبت رسول الله ومعه العباس، وأبو سفيان بن الحارث ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونفرٌ معهم، فلما غشيه المشركون نزل عن بغلته وهو يقول: «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب» ، قال البراء بن عازب: فما رؤي يومئذٍ أحد من الناس كان أشدّ منه. وقال رجل كان في المشركين يوم حنين: لما التقينا نخن وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، لم يقوموا لنا حلب شاة، قال: فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم في أدبارهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء، فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
فتلقّانا عنده رجال بيض الوجوه حسان الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه ارجعوا، قال: فانهزمنا وركبوا أكتافنا فكانت إياها. وقال السدي: نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: «أين الأنصار؟ أين الذين بايعوا تحت الشجرة؟» فتراجع الناس، فأنزل الله الملائكة بالنصر، فهزموا المشركين يومئذ، وذلك قوله: {ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} الآية. والله أعلم.
* * *