العام من أهل المشركين من العرب {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} إلى قوله: {أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} ، أي: بعد هذه الحجّة.
وعن أبي هريرة قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر في الحجّة التي أمّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها. قبل حجّة الوداع في رهط يؤذّنون في الناس يوم النحر: «ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان» . قال الزهري: فكان حميد يقول: يوم النحر الأكبر. رواه ابن جرير وغيره.
وعن ابن إسحاق: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} ، أي: العهد الخاص إلى الأجل المسمى {ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} .
وعن مجاهد في قوله: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} : إنها الأربعة التي قال الله: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ} ، قال: هي الحرم من أجل أنهم أنظروا فيها حتى يسيحوها. وفي الحديث الصحيح: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» . رواه مسلم.
قوله عز وجل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) } .
قال ابن إسحاق: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} ، أي: من هؤلاء الذين أمرتك بقتالهم، {فَأَجِرْهُ} ، قال مجاهد: إنسان يأتيك، فيسمع ما تقول ويسمع ما أنزل عليك فهو آمن، حتى يأتيك فيسمع كلام الله، وحتى يبلغ مأمنه حيث جاء. قال السدي: كلام الله القرآن.