وَأَدْبَارَهُمْ} . قال: يوم بدر. وعن الحسن قال: قال رجل: يا رسول الله إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك فما ذاك؟ قال: «ضرب الملائكة» . رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: {وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} ، أي: ويقولون لهم: ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد. وعن مجاهد: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} كفعل آل فرعون، كسنن آل فرعون.
وعن السدي: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} ، يقول: نعمة الله محمد - صلى الله عليه وسلم - أنعم به على قريش وكفروا، فنقله إلى الأنصار.
وقال ابن كثير: (يخبر تعالى عن تمام عدله وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغيّر نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه.
وقوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} ، أي: كصنعه بآل فرعون وأمثالهم حين كذبوا بآياته، أهلكهم بسبب ذنوبهم، وسلبهم تلك النعم التي أسداها إليهم، وما ظلمهم الله في ذلك، بل كانوا هم الظالمين) . انتهى ملخصًا. والله أعلم.
* * *