أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) } .

عن ابن عباس: قوله: {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} ، قال: أعطني. وعن أبي بكر الهذلي قال: لما تخلّف موسى عليه السلام بعد الثلاثين حتى سمع كلام الله، اشتاق إلى النظر إليه فقال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} وليس لبشر أن يطيق أن ينظر إليّ في الدنيا، من نظر إليّ مات، قال: إلهي سمعت منطقك، واشتقت إلى النظر إليك، ولأن أنظر إليك ثم أموت أحب إليّ من أن أعيش ولا أراك قال: {فانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني.

وعن ابن عباس في قول الله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} ، قال: ما تجلّى منه إلا قدر الخنصر، {جَعَلَهُ دَكّاً} ، قال: ترابًا، {وَخَرَّ موسَى صَعِقاً} ، قال: مغشيًّا عليه فمرّت به الملائكة، وقد صعق فقالت:

يا ابن النساء الحيّض، لقد سألت ربك أمرًا عظيمًا، {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ} لا إله إلا أنت، {تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قال: أنا أول من آمن أنه لا يراك أحد من خلقك، يعني: في الدنيا.

قوله عز وجل: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) } .

عن السدي: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ} من الحلال والحرام. وقال سعيد بن جبير: ما أمروا ونهوا عنه.

وعن السدي: {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ} بجد واجتهاد، {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} بأحسن ما يجدون فيها.

وقال ابن عباس: قوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ} يريد ألواح التوراة.

وعن مجاهد في قوله: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} ، قال: مصيرهم في الآخرة.

وقال ابن كثير: أي: سترون عاقبة من خالف أمري وخرج عن طاعتي.

قوله عز وجل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015