عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ

إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) } .

عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حنين، فمررنا بسدرة قلت: يا نبي الله اجعل لنا هذه ذات أنواط، كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة يعكفون حولها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ، إنكم ستركبون سنن الذين من قبلكم» . رواه ابن جرير وغيره. وعن السدي: {إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ} ، يقول: مهلك ما هم فيه.

قال البغوي: والتتبير: الإهلاك، {وَبَاطِلٌ} : مضمحل وزائل، ... {مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، قال: يعني: موسى: {أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ} ، أي: أبغي لكم وأطلب إلهًا، {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، أي: على عالمي زمانكم؟ وقوله تعالى: {وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} ، أي: اختبار من الله لكم، وقيل: للإِشارة إلى الإِنجاء، فالبلاء بمعنى المنحة لا المحنة. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015