حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) } .
لما ذكر تعالى أنه خالق السماوات والأرض، وأنه المدبر لخلقه، وأمر بدعائه، نبّه على أنه الرازق، وأنه يعيد الموتى يوم القيامة فقال: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ، أي: قدّام المطر، {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} . قال مجاهد: إذا أراد الله أن يخرج الموتى، أمطر السماء حتى تنشقّ عنهم الأرض، ثم يرسل الأرواح فتعود كل روح إلى جسدها، فذلك يحيي الموتى بالمطر كإحيائه الأرض. وعن قتادة: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً} . قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن. وقال ابن عباس: المؤمن طيب وعمله طيب، كما البلد الطيب ثمره طيب، والكافر هو الخبيث وعمله خبيث. والله أعلم.