واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالاً. ثم أمر به فأخرج. وروي عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة، في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات: أَمِرِّوها كما جاءت بلا كيف. انتهى.

وقال ابن كثير: (وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدًا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في

هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث ابن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا، وهو: إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشّبهين منفيّ عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، بل الأمر كما قال الأئمة، منهم: نُعَيْم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى) .

وقال في جامع البيان: أجمع السلف على أن استواءه على العرش صفة له بلا كيف، نؤمن به، ونكل العلم إلى الله تعالى.

وقال البخاري: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ، قال أبو العالية: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} ارتفع، {فَسَوَّاهُنَّ} خلقهن. وقال مجاهد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015