وعن قتادة: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} إنما حرم ذلك عليهم عقوبة ببغيهم.
وقوله تعالى: {وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} ، أي: فيما أخبرنا من تحريمنا ذلك عليهم، لا كما زعموا أن إسرائيل حرّمه. وقال السدي: كانت اليهود يقولون: إنما حرّمه إسرائيل - يعني: الثرب وشحم الكليتين - فنحن نحرّمه، فذلك قوله: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} انتهى. والآية عامة في جميع المكذبين.
قوله عز وجل: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) } .
عن ابن عباس: قوله: {لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا} قال: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم} ، ثم قال: {وَلَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكُواْ} فإنهم قالوا: عبادتنا الآلهة تقرّبنا إلى الله زلفى، فأخبرهم الله أنها لا تقرّبهم.
وقوله: {وَلَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكُواْ} . يقول الله سبحانه: لوشئت لجمعتهم على الهدى أجمعين. وعن مجاهد: {وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ} ، قال: قول قريش يعني: أن الله حرّم هذا البحيرة والسائبة.
وقوله تعالى: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} ، كقوله تعالى: