قوله عز وجل: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) } .
قال كعب: فاتحة التوراة فاتحة الأنعام، وخاتمة التوراة خاتمة هود. وقال ابن عباس: افتتح الله الخلق بالحمد، وختمه بالحمد. وقال ابن زيد في قوله: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} ، قال: الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله، قال: وليس لله عدل ولا ندّ، وليس معه آلهة، وما اتخذ صاحبة ولا ولدًا.
وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ} ، قال الضحاك: خلق آدم من طين، وخلق الناس من سلالة من ماء مهين.
وقوله تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} ، قال الحسن: {قَضَى أَجَلاً} ما بين أن يخلق إلى أن يموت، {وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ} ، قال: ما بين أن يموت إلى أن يبعث. وقال ابن عباس: الدنيا والآخرة.
وقوله تعالى: {ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} أنتم تشكّون في البعث.
وقوله تعالى: {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} ، أي: هو إله من في السماوات ومن في الأرض، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} ، {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} .