وقال ابن جرير على قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} : (قال ابن زيد: ونسخ هذا لما أمر بالجهاد. قال ابن جرير: هذا قول لا وجه له؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يزل صابرًا على ما يلقى منهم حتى توفاه الله قبل أن يأذن الله بحربهم وبعده) انتهى ملخصًا.

وقال صاحب الفوز أيضًا: (ومن المواضع الصعبة: معرفة أسباب النزول، والذي يظهر من استقراء كلام الصحابة والتابعين، أنهم لا يستعملون نزلت في كذا لمحض قصة في زمنه - صلى الله عليه وسلم - وهي سبب نزول الآية، بل ربما يذكرون بعض ما صدقت عليه الآية مما كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم - أو بعده، ويقولون نزلت في كذا، ولا يلزم هناك انطباق جميع القيود؛ بل يكفي انطباق أصل الحكم فقط، وقد يقررون حادثة تحققت في تلك الأيام المباركة، واستنبط - صلى الله عليه وسلم - حكمها من آية، وتلاها في ذلك الباب، ويقولون نزلت في كذا، وربما يقولون في هذه السورة. فأنزل الله قوله كذا فكأنه أشار إلى أن استنباطه - صلى الله عليه وسلم - وإلقاؤها في تلك الساعة بخاطره المبارك أيضًا نوع من الوحي، والمنفث في الروع، فلذلك يمكن أن يقال: فأنزلت. ويمكن أيضًا أن يعبر في هذه الصورة بتكرار النزول) .

إلى أن قال: (ومما ينبغي أن يعلم أن قصص الأنبياء السابقين لا تذكر في الحديث، إلاّ على سبيل القلة، فالقصص الطويلة العريضة التي تكلّف المفسرون روايتها كلها منقولة عن علماء أهل الكتاب إلاّ ما شاء الله تعالى، وقد جاء في صحيح البخاري مرفوعًا: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم» .)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015