قوله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً (171) } .
قال البغوي: نزلت في النصارى وهم أصناف: اليعقوبية، والملكانية، والنسطورية، والمرقسية. فقالت اليعقوبية: عيسى هو الله، وكذلك الملكانية. وقالت النسطورية: عيسى هو ابن الله. وقالت المرقسية: ثالث ثلاثة، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وأصل الغلوّ مجاوزة الحد.
وعن الربيع: ثاروا فريقين: فريق غلوا في الدين فكان غلوّهم فيه الشك فيه والرغبة عنه، وفريق منهم قصروا عنه ففسقوا عن أمر ربهم. وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» . رواه أحمد وغيره.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} ، عن قتادة: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} ، قال: هو قوله: كن،