ورسوله، الظالمين لأنفسهم بذلك، بالصدّ عن سبيله، وارتكاب محارمه، وانتهاك مآثمه، بأنه لا يغفر لهم، {وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً} ، أي: سبيلاً إلى الخير {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ} وهذا استثناء منقطع، {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً} .
قال البغوي: وهذا في حق من سبق حكمه فيهم أنهم لا يؤمنون.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ} ، أي: يكن الإيمان خيرًا لكم، {وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً} .
قال ابن جرير: يقول: {وَكَانَ اللهُ عَلِيماً} بما أنتم صائرون إليه من طاعته فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، ومعصيته في ذلك، وعلى علم منه بذلك منكم أمركم ونهاكم {حَكِيماً} ، يعني: حكيمًا في أمره إيّاكم بما أمركم به، وفي نهيه إياكم عما نهاكم عنه، وفي غير ذلك من تدبيره فيكم وفي غيركم من خلقه، والله أعلم.
* * *