الذي حكم به للنجاشي، حكمًا لجميع عباده الذين هم بصفة النجاشي في إتباعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتصديق بما جاءهم به من عند الله، بعد الذي كانوا عليه قبل ذلك من اتباع أمر الله فيما أمر به عباده في الكتابين: التوراة، والإنجيل.

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . قال قتادة: أي اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله، واتقوا الله لعلكم تفلحون.

وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أدلكم على ما يحط الله به الخطايا ويرفع به الدرجات» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرابط، فذلكم الرباط» . رواه مسلم وغيره.

وقال محمد بن كعب القرظي في قوله: {وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} واتقوا الله فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون غدًا إذا لقيتموني. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء، فقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} . ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى

إحدى عشر ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى بالناس الصبح) . متفق عليه. وفي رواية لمسلم: (ثم قرأ العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران) . وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» . رواه الدرامي. والله أعلم.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015