بسم الله الرحمن الرحيم
... الحمد لله الذي أنزل على عبده لكتاب تبيانًا لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، وفصّله قرآنًا عربيًا لقوم يعلمون.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربَّ السماوات وربّ الأرض ربّ العالمين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلَّى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الأكرمين، وسلم تسليمًا.
أمّا بعد:
فإن تفسير القرآن أشرف علوم الدين، وقد صنف فيه الأئمة ما يشفي ويكفي، ما بين مختصر ومطول، ولكن لا بد من تفسيره للناس بلسانهم، وتبيين معانيه على قدر أفهامهم.
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
وأكثر ما في هذا الكتاب نقلته من تفسير ابن جرير، وابن كثير، والبغوي رحمهم الله تعالى، فما كان بلفظه عزوته، وما تصرفت فيه لم أعزه.
اللهم اعصمنا من القول عليك بلا علم، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.