قوله عز وجل: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } .
وعن عبد الله بن الزبير أنه قال: {وَالْفَجْرِ} : قسم أقسم الله به. وقال عكرمة: الفجر فجر الصبح. {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ، قال ابن عباس: هن الليالي الأول من ذي الحجة. قال مسروق: هي أفضل أيام السنة. وعن مجاهد: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ، قال: كل خلق الله شفع: السماء والأرض والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر، والله الوتر وحده. وعن قتادة: قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} إن من الصلاة شفعًا، وإن منها وترًا. وعن ابن عباس: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} ، يقول: إذا ذهب. {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} ، قال: لذي عقل، لذي نهى.
قال ابن جرير: وقوله: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} ، يقول تعالى ذكره: هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لذي حجر. وإنما عنى بذلك: أن في هذا القرآن مكتفى لمن عقل عن ربه بما هو أغلظ منه في الأقسام. وقال ابن كثير: وقوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} أي: لذي عقل ولبّ ودين وحجى، وإنما سميّ العقل حجرًا
لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من