قوله عز وجل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (5) سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) } .
عن قتادة: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ذكر لنا أن نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأها قال: «سبحان ربي الأعلى» . وعن عقبة بن عامر الجهنيّ قال: لما نزلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوها في ركوعكم» فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، قال: «اجعلوها في سجودكم» .
وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} أي: خلق الخليقة وسوّى كل مخلوق على هيئته {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} أي: قدّر قدراً وهدى الخلائق إليه. {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى} قال قتادة: يعود يبسًا بعد خضرة. وقال ابن عباس: هشيماً متغيراً. وعن مجاهد: قوله: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى} قال: كان يتذكّر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى. وقال قتادة: كان - صلى الله عليه وسلم - لا ينسى شيئاً إلاَّ ما شاء الله.