إلى ذلك من
اللذاذة في الجنة. قال الحسن: برد الكافور في طيب الزنجبيل، ولهذا قال: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور، هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفًا بلا مزج.
وعن قتادة: {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} ، قال: مستقيد ماؤها لهم، يفجرونها حيث شاءوا.
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} قال: كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم، فسماهم الله بذلك: {الْأَبْرَارَ} ، فقال: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} استطار والله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض. وفي الحديث الصحيح: ... «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه» . وعن مجاهد: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} ، قال: وهم يشتهونه: {مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} ، قال قتادة: كان أسراهم يومئذٍ المشرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه. وقال مجاهد: الأسير هو: المحبوس. {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} ، قال: أما أنهم ما تكلموا به، ولكن الله علمه من قلوبهم فأثنى به عليهم ليرغب في ذلك راغب.
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} ، قال ابن عباس: طويلاً. وقال قتادة: عبست فيه الوجوه وقبضت ما بين أعينها كراهية ذلك اليوم. {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً}
نضرة في وجهوهم وسرورًا في قلوبهم. {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} ، يقول: {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا} على طاعة الله وصبروا عن معصيته ومحارمه. {جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} كنا نحدث أنها الحجال فيها الأسرة. قال الله: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} يعلم الله أن شدة الحر تؤذي، وشدة القر تؤذي، فوقاهم الله أذاهما. {قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ} ، قال: هي من فضة وصفاؤها صفاء القوارير وبياض الفضة، {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} قال: لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.