قوله عز وجل: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) } .

عن قتادة: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ} آدم أتى عليه. {حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} ؟ قال: كان آدم - صلى الله عليه وسلم - آخر ما خلق من الخلق. {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} ، قال مجاهد: خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة. وقال الربيع: إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج. وقال ابن جرير: وقوله: {نَّبْتَلِيهِ} نختبره. ... {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} قال ابن كثير: أي: جعلنا له سمعًا وبصرًا يتمكن بهما من الطاعة والمعصية. وقوله جل وعلا: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} أي: بيناه له ووضحناه وبصرناه به، كقوله جل وعلا: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} وكقوله جل وعلا: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر.

وقوله تعالى: {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} منصوب على الحال من الهاء في قوله: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} تقديره: فهو في ذلك إما شقي وإما سعيد، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015