أَصْحَابَ الْيَمِينِ} ، قال قتادة: علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين. وقال ابن زيد: لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها الله لهم. {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} قال قتادة يقول: كلما غوى غاوٍ غوينا معه {وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} ، قال البغوي: هو: الموت، قال الله: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} روى ابن جرير عن ابن مسعود في قصة ذكرها من الشفاعة قال: (ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون، ويشفعهم الله فيقول: أنا أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين؛ - ثم قرأ عبد الله يا أيها الكفار -: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} وعقد بيده أربعًا ثم قال: هل ترون في هؤلاء من خير؟ إلا ما يترك فيها أحد فيه خير) .
وعن قتادة: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} ، أي: في هذا القرآن؟ {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} ، قال ابن عباس: هي: الرماة. قال قتادة: وهم: الرماة القناص. وقال أبو هريرة: هو: الأسد، قال ابن كثير، أي: كأنهم في نفارهم عن الحق وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش، إذا فرت ممن يريد صيدها. وعن مجاهد: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً} ، قال: إلى فلان من رب العالمين. وقال قتادة: قال ذلك قائلون من الناس: يا محمد إن سرك أن نتبعك فائتنا بكتاب خاصة إلى فلان نؤمر فيه بإتباعك. قال البغوي: فقال الله تعالى: {كَلَّا} لا يؤتون الصحف، {بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ} ، قال قتادة: إنما