قال البغوي: {ثُمَّ يَطْمَعُ} يرجو {أَنْ أَزِيدَ} ، أي: أزيده مالاً وولدًا وتمهيدًا، {كَلَّا} لا أفعل ولا أزيده؛ وقالوا: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك. وعن ابن عباس قوله: {إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً} ، قال: جَحودًا. {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} ، قال مجاهد: مشقّة من العذاب. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصَعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفًا، ثم يهوي كذلك منه أبدًا» . رواه ابن جرير.
{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} ، قال البغوي: (وذلك أن الله تعالى لما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} إلى قوله: {الْمَصِيرُ} قام النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته، فلما فطن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن: إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى. ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش: صبأ والله الوليد، والله لتصبأنّ قريش كلهم - وكان يقال للوليد: ريحانة قريش - فقال لهم أبو جهل: أنا
أكفيكموه؛ فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينًا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينًا يابن أخي؟ قال: وما يمنعني أن لا أحزن، وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد وأنك تدخل على