قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) } .
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدّث عن فترة الوحي: «بينا أنا أمشى، سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي، فإذا أنا بالملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السماء والأرض، فجئشت منه فَرَقًا، وجئت فقلت: زملوني زملوني. فدثروني فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} - قال: - ثم تتابع الوحي» .
وعن قتادة: {قُمْ فَأَنذِرْ} ، أي: أنذر عذاب الله ووقائعه في الأمم وشدّة نقمته. {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ، قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد فعظّم بعبادته والرغبة إليه في حاجاتك دون غيره من الآلهة والأنداد. {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال قتادة: يقول: طهّرها من المعاصي. وعن ابن عباس: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال: من الإِثم ثم قال: نقيّ الثياب في كلام العرب. وعن مجاهد في قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال: عملك فأصلح. وقال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهّرون، فأمره أن يتطهّر ويطهّر ثيابه. وعن مجاهد: قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قال: الأوثان. {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} ، قال ابن عباس: لا تعط عطيّة تلتمس بها أفضل منها. قال الضحاك: هما ربوان: حلال
وحرام. فأما الحلال: فالهدايا، وأما الحرام: فالربا. وقال: هي