هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا، أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة، فعليكم بالصلاة فإنها خُلُقٌ للمؤمنين حَسَنٌ. وعن إبراهيم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} ، قال: المكتوبة.
وعن ابن عباس في قوله: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} ، يقول: هو سوى الصدقة، يصل بها رحمًا، أو يقري بها ضيفًا، أو يحمل بها كلاً، أو يعين بها محرومًا؛ وقال: المحروم هو: المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه فلا يسأل الناس. وقال ابن زيد:
المحروم المصاب ثمره وزرعه. وقال قتادة: السائل: الذي سأل بكفه. والمحروم: المتعفف، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم.
{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} قال ابن كثير: أي: لا يأمنه أحد ممن غفل عن الله أمره إلا بأمان من الله تبارك وتعالى.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} ، قال ابن جرير: فمن التمس لفرجه منكم سوى زوجته أو ملك يمينه، ففاعلو ذلك هم العادون الذين عدوا ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم، فهم الملومون.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} ، قال ابن كثير: أي: إذا اؤتمنوا لم يخونوا وإذا عاهدوا لم يغدروا. وقال ابن جرير: راعون: يرقبون ذلك