{سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ} قال ابن كثير: أي: قل لهم: من هو المتضمنّ المتكفّل بهذا؟ قال ابن عباس: يقول: أيّهم بذلك كفيل؟ {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء} أي: من الأصنام والأنداد، {فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ} . {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} ، قال ابن عباس: (عن أمر عظيم، يقول: حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال، وكشفه دخول الآخرة وكشف الأمر عنه وهي أشدّ ساعة في يوم القيامة) . وعن عبد الله بن مسعود قال: (ينادي مناد يوم القيامة: أليس عدلاً من ربكم أن خلقكم ثم صوّركم ثم رزقكم ثم تولّيتم غيره أن يولي كلّ عبد منكم ما تولّى؟ فيقولون: بلى. قال: فيمثل لكلّ قوم آلهتهم التي كانوا يعبدونها حتى توردهم النار، ويبقى أهل الدعوة فيقول بعضهم لبعض: ماذا تنتظرون؟ ذهب الناس، فيقولون: ننتظر أن ينادي بنا، فيجيء إليهم في صورة، قال: فذكر

منها ما شاء الله، فيكشف عما شاء الله أن يكشف، قال: فيخرّون سجّدًا إلا المنافقين، فإنه يصير فقار أصلابهم عظمًا واحدًا مثل صياصي البقر، فيقال لهم: ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم) ؛ ثم ذكر قصة فيها طول. رواه ابن جرير. وفي رواية قال: (يتمثّل الله للخلق يوم القيامة حتى يمرّ المسلمون، فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئًا فينتهرهم مرّتين أو ثلاثًا، فيقول: هل تعرفون ربّكم؟ فيقولون: سبحانه، إذا اعترف إلينا عرفناه، قال: فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خرّ لله ساجدًا، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد، فيقولون: ربنا، فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015